نيران إسرائيلية تقتل 51 شخصا في غزة أثناء محاولة الحصول على الطعام

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، مقتل 51 شخصا وإصابة العشرات إثر قصف إسرائيلي استهدف تجمعا للمدنيين كانوا ينتظرون الوصول إلى المساعدات الإنسانية في خان يونس. وجاء الحادث في وقت يواصل فيه القطاع مواجهة أزمة إنسانية حادة بعد أكثر من ثمانية عشر أشهر من حرب إسرائيل المستمرة على قطاع غزة.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر طبية في غزة أن الاستهداف نفذته قوات إسرائيلية كانت منتشرة في المنطقة، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى، بينهم نساء وأطفال. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد دموية لأجساد متناثرة وسط أكياس الطحين والمواد الغذائية التي كان ينتظرها سكان غزة المحاصرون منذ أشهر.

من جهتها، لم تعلق القوات الإسرائيلية بشكل مباشر على الحادث، لكنها أشارت في بيان مقتضب إلى أنها "تحقق في التقارير"، مع تأكيدها على استمرار عملياتها العسكرية ضد ما وصفته بـ"خلايا إرهابية" في المنطقة. وجاء هذا الهجوم بعد أيام من تصاعد الاشتباكات في محيط مدينة غزة، حيث تحاول القوات الإسرائيلية توسيع نطاق سيطرتها وسط مقاومة عنيفة من المسلحين الفلسطينيين.

يذكر أن هذا الحادث هو الأحدث في سلسلة من الهجمات المميتة التي استهدفت مدنيين أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية في غزة، حيث تشير إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن أكثر من 500 مدني قتلوا في ظروف مماثلة منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023. وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الخسائر المدنية الفادحة في غزة، حيث تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 50 ألف فلسطيني قتلوا منذ بداية الصراع، معظمهم من النساء والأطفال.

ويأتي هذا التصعيد في وقت أعلنت فيه وكالات الإغاثة عن تدهور كارثي للأوضاع الإنسانية في القطاع بعد وقف إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر، حيث يعتمد أكثر من مليوني شخص بالكامل على المساعدات للبقاء على قيد الحياة وسط شح حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة.